تمرد داخل الحزب الديمقراطي على النفوذ الإسرائيلي

تمرد داخل الحزب الديمقراطي على النفوذ الإسرائيلي

  • تمرد داخل الحزب الديمقراطي على النفوذ الإسرائيلي

افاق قبل 4 سنة

تمرد داخل الحزب الديمقراطي على النفوذ الإسرائيلي

علي ابو حبلة

 

تشير التحليلات والدراسات بتحول داخل المجتمع الأميركي اليوم. وهناك قلق إسرائيلي متزايد يتعدى مواقف النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طالب والهان عمر ليشمل اليوم مواقف عدد كبير من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين المعارضة لقانون حظر التعامل مع الشركات الأميركية الملتزمة بحملة BDS ضد المنتجات الإسرائيلية، وان كان بحجة تعرض هذا القانون لحرية الرأي والمعتقد. ما كان من الممكن قبل عدة سنوات لأي من أعضاء الحزب اتخاذ موقف معاد لإسرائيل تحت أي مسوغ بدون التعرض لخطورة السقوط في الانتخابات.

هذه التحولات التي تجري داخل المجتمع الأميركي من الضرورة متابعته ، وخاصة داخل الحزب الديمقراطي، وعدم تجاهلها بحجة أن أميركا بكاملها تقف مع إسرائيل دون تمييز. هناك تحول يجب رصده في عالم السياسة، خاصة وان استطلاعات مؤسسة غالوب الأخيرة تظهر أن التأييد لإسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين الأميركيين وصل لأدنى مستوياته ، في الماضي، كانت هناك مدرستان سياسيتان أميركيتان تحكمان العلاقة مع إسرائيل، مدرسة تساند إسرائيل بشكل شبه أعمى بغض النظر عن أي سياسة إسرائيلية، تقابلها مدرسة «عقلانية» تحاول إيجاد نوع من التوازن مع العلاقات الأميركية العربية. وكان من أنصار المدرسة الثانية بعض كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أمثال وليم فولبرايت وفرانك تشيرش ولي هامليتون وريتشارد لوغر وغيرهم. ثم انقرضت هذه المدرسة تدريجيا، حتى بات التأييد الأعمى لإسرائيل خاصة في الكونغرس لا يقتصر على حزب بذاته أو مدرسة فكرية معينة. وأصبح الاتجاه اليميني المحافظ الذي سيطر على الحزب الجمهوري منذ ما يقرب من الثلاثين عاما ممتدا ليشمل تأييدا مغاليا في شدته نحو إسرائيل حتى سبقت مواقف الحزب الجمهوري في تأييدها تلك من الحزب الديمقراطي.

لكن التأييد الأعمى لإسرائيل، خاصة لدى أبناء الجيل الجديد من الأميركيين، بدأ بالتخلخل بعد ان أصبح واضحا لهذا الجيل عدم اتساق مبادئه بشكل عام مع السياسات الإسرائيلية. احتدّت المعركة داخل الحزب الديمقراطي، بصعود جيل جديد يرفض الخلط بين انتقاد اسرائيل ومعاداة السامية. وباتت الأصوات ترتفع بكثرة منددةً بنفوذ أيباك1 واللوبي الموالي لإسرائيل على السياسة الأميركية ، وبالعودة إلى تصريحات ساندرز الأخيرة، رأت صحيفة «هآرتس» في مقال افتتاحي (28/2/2020) أنها تعكس الروح الجديدة التي تهب على الحزب الديمقراطي، الذي كان لسنوات طويلة بمثابة بيت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وأكدت أن من شأنها أن تشجع كل مناصر للسلام والعدالة في إسرائيل.

وأضافت أنه بعد سنوات من الاكتفاء بضريبة كلامية ضد المستوطنات، والتأييد العملي للاحتلال ولمعظم عمليات إسرائيل الحربية، تصدر عن ساندرز أصوات تدغدغ أسماع كل من يؤمنون أنه لن يحدث أي تغيير في سياسة إسرائيل من دون نشاط حازم من طرف واشنطن، بما في ذلك رهن استمرار المساعدات المالية بشرط تغيير هذه السياسة. الناشط في الحزب الديمقراطي سابا شامي قال إن هناك توترا في علاقة الديمقراطيين مع منظمة «أيباك» الداعمة لإسرائيل بأميركا، لأنها في السنوات الأخيرة انحازت للجمهوريين اليمنيين.. لكن برادلي بليكمان المستشار السابق للرئيس الأميركي جورج بوش قال إن الديمقراطيين قطعوا علاقتهم تماما بأيباك، وأنهم الآن يحاربونها ويقفون ضد الجمهوريين لأن ترامب صديق عظيم لإسرائيل حسب وصفهم.. أما المديرة في منظمة «أميركيون من أجل السلام الآن» ديبرا شوشان فأشارت إلى أن معظم اليهود الأميركيين تقدميون، وحوالي 70 % منهم صوتوا ضد ترامب، ويقفون ضد سياساته المتماهية مع العنف الإسرائيلي. وعبّرت عن انزعاجها من تحدث ترامب -نيابة عن الإسرائيليين- بأن الحزب الديمقراطي تحول ضد إسرائيل وهو معاد لليهود. أستاذ السياسة والفكر العربي بجامعة كولومبيا جوزيف مسعد ألاستراتيجية الاسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي وليس وليد اللحظة، والخطر هنا يكمن في أن إسرائيل تبرر ما تقوم بعمله بأنه يعبر عن اليهود، وكل من يقف ضدها ويرفض ما تقوم بها تتهمه بالعداء لليهود. هذا التغير يعكس الهوة بين الفكر المستجد وانقلابه على المفاهيم الاسرائيلية وبالتاكيد هذا ما تعكسه الانتخابات الامريكية القادمة.

 

التعليقات على خبر: تمرد داخل الحزب الديمقراطي على النفوذ الإسرائيلي

حمل التطبيق الأن